أن تكوني تارقية
أن تكوني تارقية

ناضلت المرأة منذ بدء الخليقة لنيل حقوقها من الرجل وإن ساعدتها الأحداث الصناعية والثقافية في الغرب إلا أن هذه الحقوق أتت بشكل مغاير بالنسبة إلى المرأة في الصحراء الليبية.
وتبرز من أقاصي الصحراء الليبية، ثقافة مغايرة للمرأة آلا وهي ثقافة الطوارق التي تحترم المرأة بل أحياناً تقدسها.
الإعلامي التارقي براديو غات اميد أوضح أن ثقافة الطوارق تعتبر من الثقافات القليلة في العالم التي تحترم المرأة، فهي تُعد سُلطانة وملكة لها أن تحكم الرجال كما إن الطوارق لا يلجؤون إلى العنف ضدها. ويعد تعدد الزوجات لديهم مرفوضا لإعتقادهم أنه يهين المرأة ويجرح كرامتها. كما كانوا قديماً يورثون المرأة دون الرجل، فإذا توفي السلطان يذهب الحكم لابن اخته إن لم يكن له ولد. وفي تاريخ الطوارق الكثيرمن الملكات اللاتي حكمن قبائل الطوارق بحسب اميد.
حرية المرأة التارقية
الناشطة الاجتماعية فاطمة ماني شاوي التارقية الأصل قالت إنّ لكل نظام اجتماعي دورا يسعى إلى تحقيقه، وأن لكل فرد من هذا التنظيم دورا في إنشائه، فالمرأة في المجتمع التارقي تلعبُ دوراً مُهماً فهي تتمتع بقدر كبير من الحرية وتشارك الرأي في كل ما يتعلق بأمور الحياة. كذلك يبادر الرجل التارقي باهتمامه الكبير بالمرأة وهو ما أعطاها وضعاً مختلفاً تماماً عن باقي النساء في العالم بحسب فاطمة.
فاطمة أضافت أن الحرية التي تتمتع بها المرأة التارقية جعلت من الدارسين لهذا المجتمع يصنفونه بمجتمع أمومي أي أن القرابة تأتي من جهة الأم وكذلك النسب والجاه وهوما يؤكد تميّز السلم الاجتماعي عند الطوارق بنفوذ المرأة.
حشمة الرجل
كما أكدت فاطمة أن قبائلهم لا تعاني من آفة العنف ضد المرأة فثقافتهم تحصنها من ذلك، زد على ذلك أن ثقافة الطوارق تفرض على الرجل إخفاء وجهه بخلاف المرأة. وأكدت على انعدام ثقافة تعدد الزوجات لديهم موضحة أنه إلى وقتنا الحاضر تجد الثقة في النفس لدى نساء الطوارق الأمر الذي قلما تجده في النساء الأخريات إذ تتمتع التارقية بالحرية والكرامة التي يحسدها عليها الكثير من النساء بحسب قولها.
وأنهت فاطمة حديثها بالقول إن واقع المجتمع التارقي لا يخفي انتقال النسب عن طريق الخط الأمومي إذ إن النسب لدى الطوارق يتبع البطن وليس الظهر كما هو شائع أي أن الإبن يتبع أمه لا أباه، فالمرأة في داخل التنظيم الاجتماعي التارقي تؤدي دوراً مهماً فهي الناقل للإرث الاجتماعي والمحافظة عليه.
صندوق الحقائق
يستوطن الطوارق في الصحراء الكبرى على امتداد كل من جنوب الجزائر وليبيا وشمال كل من مالي والنيجر.
قديماً وقعت الكثير من الحروب التي شنّها الطوارق سببها رغبة النساء في اقتناء حلي ومجوهرات إحدى القوافل المارة فبمجرد أن تُلمح المرأة إلى رغبتها في الحصول على تلك المجوهرات حتى يتم الاستعداد للسطو على تلك القوافل