تشرب شاهي ؟
يعتبر الشاي مكوناً أساسياً ضمن النظام الغذائي للمواطن الليبي، ويتم تقديمه إما مع وجبات الفطور أو بعد كل وجبة رئيسية .
وبما أنه سهل التحضير ، ومتنوع في طرق إعداده، أصبح الشاي على الطريقة الليبية رفيقاً دائماَ في الرحلات والمناسبات الرسمية، حيث تختلف كل منطقة او مدينة في تقديمه.
يرجح أن الشاي دخل إلى ليبيا وعرفه الليبيون عن طريق الإحتلال العثماني ، حيث كان في ذلك الوقت يقدم للباشا والطبقة الحاكمة، ثم انتقل بالتدريج الى عوام الناس .
كان يعرف في الوثائق والتواريخ المغاربية ب " التيه "، وقد ورد بهذا الشكل في كتب الرحالة المغاربة وفي يوميات حسن الفقيه (بداية القرن التاسع عشر) و لا زال هذا اللفظ يستعمل في مدينتي غدامس وغات.
أما اليوم فيعرف في العربية (بالشاي)، وبعدها حرفت الكلمة في اللهجة الليبية إلى (الشاهي) ، بزيادة الهاء ، ولعلها هاءُ الاشتهاء .
وتروي العديد من الحكايات أن شراب الشاي في بداية دخوله إلى ليبيا كان عيباً كبيراً مثل التدخين وتناول الخمر إذ كان مباحاً للرجال فقط ، ومحرماً على النساء.
واستمر هذا الحال حتى دخول الإنجليز حيث انتشر وأصبح سائداً رغم ارتفاع ثمنه .
ونجد ان هذا المشروب الساخن قد ذكر في العديد من القصائد للشعراء الليبيين ، فهو قرين السمر والإنتظار والتأمل .
.ومنذ زمن طويل وبشكل متوارث عبر الأجداد الى يومنا هذا اصبح الشاي جزء من عادات وتقاليد الليبيين في اصول الضيافة
.هنالك من يقوم بمزج بعض أنواع الأعشاب مثل " اكليل الجبل " أو نبات " الزعتر " و " النعناع " وصولاً إلى اختلاف طريقة الطهو
.ولعل أبرز أنواع الشاي ذلك الذي يتم طهوه على الجمر أو الأغصان المتساقطة من الأشجار ، ما يعطي طعمه نكهة مميزة